الخميس، 9 يونيو 2011

المدينة ( قصة قصيرة )

المدينة



أيقظت الأم ابنتها كالعادة الساعة الرابعة صباحاً , قائلة

جميلة انهضي يا بنتي أمامنا أعمال كثيرة تنتظرنا هذا اليوم

قامت جميلة ذو السبعة عشرة ربيعاً تفرك عينيها الواسعتين بتثاقل فهي لم تاخذ كفايتها من النوم بعد

غسلت وجهها وتناولت بعضاً من الخبز اليابس على عجل , وأخذت معها الشريم لجز الحشائش والنبات ,انتهت من تجميع الطُعم للبهائم مع الساعة السادسة صباحاً وحملته إلى منزل شيخ القرية , على غير العادة وجدت الباب هذه المرة مفتوحاً وهناك حركة غير عادية , ذبائح تذبح وأناس , استقبلتها زوجة الشيخ مبتسمة قائلة

خذي يا جميلة كيس اللحم هذا

جميلة : خير يا خالة عندكم اليوم مناسبة

زوجة الشيخ : بالأمس عاد احمد من المدينة

أخذت جميلة كيس اللحم وهي في طريق العودة تجري وترقص فرحة باللحم , ورجوع احمد كيف لا وهو رفيق الطفولة المفضل لديها .

لم يكن لأهل القرية في ذاك اليوم حديثاً إلا عن احمد وسيرته ,

وبنات القرية كلهن مفتونات به وكل واحدة منهن تحاول لفت نظرة

بعد أسبوع حينما ذهبت جميلة كعادتها لإحضار الطعم لبهائم الشيخ في الخامسة عصراً عند رجوعها من الوادي أمطرت السماء مطراً غزيراً اضطرت على أثرة أن تتكنن في إحدى الديم , صادف وجود احمد فيها همت بالخروج ولكنة طلب منها البقاء وانه هو من سيخرج , لم تقبل بهذا , انهمر المطر بشدة أكثر مما اضطرها إلى الدخول أرخى الليل سدوله ولا زال المطر لم يتوقف, كانت ترتعد من الخوف وشدة البرد والمطر , خلع معطفه والبسها إياه شعرت بدفْ يتغلغل جسمها , بدأ معها الكلام وهي مبهورة بكل كلمة يتفوه بها ,سألته عن المدينة واعربت عن حلمها التي لطالما رأودها بأن تترك القرية , حدثها عن المباني والقصور والسينما والحدائق والمأكولات فكان كلما يحدثها عن احد المعالم يزداد اتساع حدقة عينيها الجميلتين إعجاباً وانبهاراً بالمدينة , فجأة تأملها بنظرة وطال التأمل فيها , سألته لماذا يطيل التحديق فيها , أجابها بأنها جميلة جداً , ضحكت وبحياء قالت أنا لست سوى راعية , وجمالي لا يضاهي شيئاً أمام بنات المدينة,أجابها أن جمالك طبيعي لم تخربه المساحيق الصناعية , فجأة لمس يدها حاولت جرها ولم تستطع شعرت بدف وقشعريرة تنتابها شعوراً لم يسبق لها أن احسته , ضمها إلى صدره حاولت الافلات والابتعاد همس في أذنها سوف أتزوجك وأخذك معي إلى المدينة , ألا ترغبين في هذا ؟؟

بعد ساعتين وقف المطر , خرجت جميلة من الديمة تحمل الطعم وهماً ثقيلاً إلى جانبه , تجر أذيال العار خلفها وصور المدينة تترأىأمامها .

بعد يومين علمت بأنه سافر ولن يعود إلا بعد عام

بدت جميلة شاحبة الوجه يزداد ضمور جسدها يوماً بعد يوم , بعد شهرين ظهرت عليها عوارض الحمل حاولت أن تخفي ما بها ولكن أمها لاحظت الأمر , أخبرت اباها هاج وصاح وهز زئيره أرجاء البيت , سأل من هو

عندما علم بأنه ابن الشيخ ,خفت صوته وقرر غسل شرفة وتطهيره

تكومت المسكينة في ركن الغرفة , ترتعد من الخوف وكانت الليلة شديدة البرودة والمطر ينهمربشدة و زمجرة الرعد تهز نوافذ الدار, ومطر عينيها لم يتوقف , تسمع أباها يحد السكين , وأمها تنتحب

دخل الأب ممسكاً بالسكين في إحدى يديه وامسك رأسها بالأخرى رفعة وهمّ بذبحها قاومت المسكينة بكل قوتها ولكن هيهات أن تستطيع الإفلات , فصل رأسها عن جسدها وبقي جسدها يرقص لبرهة في بركة الدم , وعيناها شاخصتان إلى المجهول وصور المدينة تتهاوى أمامهما .

هناك تعليق واحد:

  1. آه وآه وين القلوب الرحيمة ،نهايةدراميةحلوةلكن ارجوا ان لانكون لازالت موجودة في حاضرنا .

    عوض
    18/6/2011

    ردحذف