السبت، 3 مايو 2014

انا من ضيع في الاحلام .....عمره

أنا من ضيع في الأحلام ....عمره

 2- وطن على ورق 
في سباق مع ذاكرة الزمن ,أرجعها إلى وطنها المنقوش على الورق   تأملت ملامحه طويلاً ورحلت فيه  لتصل الى نقش آخر على قماش فاخر طرزته بألوان زاهية وحددت الحدود وحفظته في برواز زجاجي , رحل بها الزمن إلى حلمها الصغير , وهو بأن ترى وطنها يكبر ويزدهر وحلمها الأكبر بأن ترى وطنها الكبير بضم الجميع دون حدود فيما بينهم   , تحقق حلمها الصغير فقد كبر وطنها واتسعت رقعته ولكنه  شاخ وهرم ,تغيرت ملامحه ,برزت في وجهه نتؤات  وتجاعيد مشوهه وترهلات سياسية زادته تشظئاً, لم يتحقق حلمها الأكبر باتحاد الجميع وإنما أصبحت جميع  أوطانها  تعاني من حشرجة النفس الأخير وتلفظ شعوبها خارج الحدود .

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

انا من ضيع في الاحلام ...عمره





انا من ضيع في الأحلام ....عمره
1-



لم أكن أعي جيداً معنى الحياة وأدرك ما يدور حولي حينما بدأت في نسج اولى لبنات مدينة أحلامي الجميلة التي اصبحت تسكنني واسكنها كانت هي عالمي الصغير الذي اهرع اليه وارتمي بين احضانه ,كان الجميع يرون  بأنني الفتاة العاقلة المتزنة الهادئة القليلة الكلام وكنت  لا اكف عن الثرثرة مع الشخصيات التي أسكنتها مدينة أحلامي مدينة احلامي كانت تحوي كل الالوان  كل ما فيها ينبض بالحياة بسيطة مرحة لا تحكمها قيود ولا يوجد فيها شباك , في ذات يوم أفضيت بسر مدينتي إلى أختي , فاجأتني بقولها أن هذه ليست سوى حالة مرضية وانك تعانيين من أحلام اليقظة وعالمك هذا ماهو الا سراب افيقي قبل فوات الاوان ,  تصدعت بعدها مدينة أحلامي وتهاوت فهربت بما بقي من أنقاضها بعيداً ولم أجد ملاذاً آمناً لها غير المنام , وفعلاً راودتني أحلام المنام ولكنها لم تكن بعذوبة أحلام اليقظة لأنها كانت انعكاس للواقع بصور مختلفة , كبرت وكبرت أحلامي وتلاشى البعض منها,وتحول البعض منها إلى كوابيس تطاردني ثارة وأطاردها ثارة أخرى وها أنا اليوم ما بين كر وفر  في محاولة يائسة  لاسترداد أحلامي التي نهبت