الاثنين، 27 أكتوبر 2014

المحيط





المحيط


عبثاً حاولت عدم الانجراف له والغوص فيه ,ذاك المحيط الذي يجذب الجميع دون استثناء ,جميعهم يسبح فيه باتجاهات مختلفة من خلف سطح شاشة صماء , وحدهم مواطني العالم الافتراضي في دأب وهمة بناء وهدم , ثورات ,حروب وحب كل تلك الأحداث تجري في عالمهم الخاص .
بالرغم من العمر الغير قصير الذي أمضته في هذا العالم إلا أنها لم تتعلم السباحة جيداً فيه كانت دوماً تقف على السطح ترمقه بعينها من بعيد بتوجس خوفاً  من حيتانه  ,وتهرب منه إلى واقعها المرير فالواقع جزء لا يتجزأ منها , وجدته هناك أيضاً  على سطح ذاك المحيط  يقذف أمواجه و يسبح باتجاهها تعلقت فيه فقد بدأ لها كتله متوهجه من الأحاسيس والمشاعر التي تغلغت وسرت في وجدانها ليسحبها موجه شيئاً فشيئاً إلى محيطه , عندها ارتمت سكرى وحولها أمواجه تحيط بها من كل جانب   وغادرت معه الواقع , ليغادرها هو أيضاً دون وداع , بصمت دون سبب كما جاء, دأبت في البحث عنه دون جدوى إلى أن اهتدت انه ليس سوى حوت قادم من البحر الميت يحمل في جوفه قلباً ميتاً , لم تجد بد من أن تحمل أوزارها وتنسل خفيه  إلى قعر المحيط هروباً من أي موجات قادمة نحوها .