الخميس، 23 يونيو 2011

البحر

البحر



لا ادري لماذا هرعت إليك ؟؟رغم كرهي لك ,ربما لأنني لا أثق بأحد لأحكي له ألمي لا يهم ما يهم هو أنني لجأت لك أنت بالذات, آه أيها البحر هل تعلم منذ متى كانت زيارتي لك الأخيرة طبعاً لا تدري! من أكون حتى تتذكرني , ولكني أتذكرك جيداً وذاك اليوم التعيس حينما كُنت في الثامنة من عمري انتظر بشوق أخي منصور . كنت وقتها ألاعبك و أتمرغ برمالك والأمواج تداعبني جيئة وذهاباً إلى المغيب تعبت من الانتظار فنمت على الشاطئ. لم ادري بنفسي إلا والشمس تداعب وجهي وتلفحه بأشعتها ولكن منصور لم يخرج منك , بكيت حينها وتوسلت إليك بان ترجعه إلي لكنك لم تنصت لي , ذهبت إلى تلك العُشة التي بناها منصور لعلي أجده هناك , وللأسف لم أجده ظللت ابكي وأتضرع إليك بان تعيده ولم تفعل , حينها مر بي احدهم حاول يهدأني ويتفهم ما أصابني فأعلمته بقصتي معك أخذني إلى بيته وكان رجلاً تقياً وميسور الحال. أشعر خفر السواحل بالبحث عن منصور , وبعد ثلاث أيام لفظته بكل قسوة في الناحية الأخرى من الشاطئ , هل تعلم أيها البحر ماذا كان منصور بالنسبة إلي انه كل أهلي هو أمي وأبي وإخوتي .
ماتت أمي كمداً بسبب إدمان أبي على المخدرات والقات , فلم نلقى من يهتم بنا ,ومما زاد الطين بله أن أبونا تنصل من المسؤولية التي عليه و رمانا في الشارع دون رحمة لأجل أن نتحمل مسؤولية أنفسنا حسب قوله, كان منصور حينها في الخامسة عشرة من عمرة وأنا في الخامسة تشردنا في الشوارع عملنا بكل شئ بما فيها التسول , إلى أن اهتدينا إلى العمل عند صاحب بقاله اظهر تعاطفه معنا ولم ندري ما وراء القصد , في ذات ليلة لمحه منصور وهو يحاول التحرش بي فجن جنونه وأوسعه ضرباً وأخذني وقرر بعدها أن يهجر المنطقة إلى أخرى. وسافرنا إلى هذه المنطقة الساحلية, اشتغل أخي بصيد الأسماك إلى أن جاء اليوم الذي التهمته ولم ترجعه لليابسة مرة أخرى , ها أنا اليوم في الخامسة والعشرين من عمري , ولكني لا زلت أتذكر هذه الحادثة وكأنها اليوم لقد عشت عمري كله افتقده واحن إليه .بعدما أخذني الرجل الطيب لديه , سألني عن اسم والدي لم أجيبه رغم علمي به , اضطر أن ينسبني إليه بالتبني ,ورباني مع أولادة وكان حسن الطباع تقي أحسن تربيتي وتعليمي إلى أن أكملت المرحلة الجامعية. وها أنا الآن اعمل موظف في إحدى الشركات الرائدة , دعني أكمل لك الحكاية من قبل حوالي شهر مات أبي بالتبني اسودت الدنيا في وجهي ,وبرحيله فقدت حضناً دافئاً لطالما احتواني وخفف ألآمي , وقبل وفاته أوصى أن يعطى لي جزء من التركة وفعلاً نفذ الأولاد (إخواني ) وصية والدهم , إلا أنهم طلبوا مني الرحيل وان اترك البيت.
لقد تحررت من كل شئ يربطني بوالدي الحقيقي , الآن ليس ثمة رابط بيننا حتى الاسم , إلا أنني لا اخفي عليك القول ينتابني الحنين إليه من وقت لآخر , كما أنني أصبحت افتقد للسلام الداخلي مع نفسي , ربما أسامحه في يوم ما كما سامحتك وأعود للبحث عنه , الزمن كفيل بمداواة جروحي .
هل علمت الآن لماذا لجأت إليك .

يا طفلتي

دموع الطفلتين عتاب ودعاء محمد المنيعي على الشهيد والدهما رحمة الله عليه ,أثار فيني الحزن والألم معاً , هذه الطفلة البريئة قد أبكت العالم ببكائها ومهما تحدثنا عنها لن نخفف ولو جزء بسيط من ألمها , هذه قصيدة كتبتها في الطفلة (عتاب ) .



يا طفلتي



يا طفلتي كفي عن البكاء وجففي الادمعا



غداً سيـشرق فجراً جــديداً لامــعا



أباك ِحياً في السماء روحه رافعا



وفي الأرض اسمه محفوراً للحرية ضالعا



وقاتلهُ في الحضيض وضيعا



أين هو من دمعك وصوتك المتعاليا



هو ليس بانسان بل وحشاً جائعا



متعطشٌ للدماء وفي القتل بارعا



يا ابنة المنيعي يا أملاً وزهرة يانعا



ابشري كل قطرة من دمعك لن تضيعا



ستروي الأرض وتنبت غصناً فارعا



انزعي الحزن أباك ِ شهيداً للمجد صانعا