الأحد، 5 يونيو 2011

العبودية

العبودية

وأنا في المرحلة الإعدادية
قرأت إحدى القصص الإسلامية
عن العبودية
سالت حينها مدرس اللغة العربية
عن معنى العبودية
وكان يحمل أفكاراً تقليدية
قال العبودية هي أن ُتشترى وتباع بدراهم نقدية
وتعمل بالسُخرة ولا يستعاض عنها بمكافأة مالية
قلت وماذا عن الشعوب العربية؟
أهي ترضخ تحت العبودية ؟؟
تلفت يمينه و يساره وقال ما هذه الأفكار الشيطانية
ستجرنا إلى شر البلية
يا بني كان هذا في زمن الجاهلية
انتهى الرق والعبودية بظهور الديانة المحمدية
أصبحنا عبيداً لله وحده لا للوثنية
لم اقتنع بردة ولا زال يساورني الشك والريبية

وظل السؤال يراودني حتى المرحلة الثانوية
سألت حينها مدرساً يؤمن بأفكار الاشتراكية العلمية
قال : العبودية في الكتب الماركسية
هي أن تحيا عبداً لراس المال و للرأسمالية
ويحكمك رب العمل والنظم الآلية
قلت وماذا عن الشعوب العربية
قال جميعها ترضخ تحت العبودية
إلاّ من انتهج طريق الاشتراكية
ونظام الحزب الواحد الشمولية
أصبت بخيبة أمل وحملت السؤال معي إلى الكلية

سألت حينها مدرساً يحمل أفكاراً تنويرية
قال إن الله يا بني خلقنا سواسية
فالعبودية هي أن تحيا ذليلاً لذئاب بشرية
يُهتك عرضك وكرامتك وتقدم لهم التحية
وحينما يعلو صوتك يصابون بهستيرية
فيرموك بالزنازين ووراء القضبان الحديدية
ويعاملوك بمنتهى الوحشية
قلت وماذا عن الدول العربية
قال : جميعها ترضخ للعبودية
ذات الأنظمة الجمهورية والملكية
فقد رضعت العبودية منذ الدولة الأموية
نكست رأسي حينها وبدوت بحالة مأساوية
قال ابشر يا بني
محمد بوعزيزي شمعة احترقت
ونبتت من على قبره عشبة طبية
تدعى الحرية
فاح عبقها فأيقظتنا من الغيبوبية
هبينا للدفاع عن كرامتنا بطرق سلمية
وسننجح بإذن الله ونحل كذلك القضية

أدركت حينها ان العبودية
كلمة مطاطية
منذ الحقب الفرعونية
وبإمكان المرء أن يعيش حراً
أو عبداً لشهواته الأزلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق