السبت، 18 أكتوبر 2014

الوقت




الوقت
هناك أشياء تموت قبل ولادتها ,وأخرى لم يتم اكتمالها يدركها الموت لاحقاً ويفتك بها .
هكذا بكل بساطة تقبلت ما حدث ,وأعطته هذا التفسير المقنع على الأقل لها ,فهي المعنية بالأمر لا احد سواها ,فقد ظنت في وقت ما أن بفتحها احد الأبواب المغلقة ستتنفس من جديد وتفوق من غفوتها وكبوتها.
جمعت بينهما اشياء زادت من الفتهم اندفعت نحوه بقلب صاف ٍ يحمل بين ضلوعه جنون الحب والهيام , عاملته روحاً وسكناً لها وعاملها جسداً ,قربته إليها واعتبرته ملاذاً أمناً أودعته أسرارها ,فبعد عنها ألاف الأمتار أرادته رجلاً يحمل في جوفه إنسان ,وأراد  منها امرأة يعيد تفصيلها وفقاً لمقاساته المعاقة ,راودته لبرهة من الزمن عجزت بعدها عن إرضائه فلم تجد أمامها بد من  لملمت مشاعرها إذاناً بالرحيل ,نظرت للوقت وصاحت تباً لهذا الشئ كعادته يأتي دون استئذان وفي التوقيت الخاطئ أيضاً , ها أنا قادمة من جديد يا مدينتي لن يطول اغترابي فقط امنحيني بضع من الوقت.
أجابتها سأنتظرك عزيزتي هلمي إلي ,هرولت مسرعة تلتهم الطريق وتنظر بقلق إلى الوقت ,حتى وصلت إلى مدينتها المحصنة ,عندها تركت الوقت خارج أسوارها وأغلقت دونه الأبواب على ما بقي منها وارتمت بين أحضانها مجدداً  .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق